فصل: باب النون مع الصاد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


 باب النون مع السين

‏{‏نسأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <مَن أحَبَّ أن يُنْسَأَ من أجَله فلْيَصِلْ رَحِمَه> النَّسءْ‏:‏ التأخير‏.‏ يقال‏:‏ نَسَأْتُ الشيءَ نَسْأً، وأنْسَأتُه إنْساءً، إذا أخَّرْتَه‏.‏ والنَّساء‏:‏ الاسمُ ويكون في العُمْر والدّين‏.‏

ومنه الحديث <صِلة الرَّحم مَثْراةٌ في المال، مَنْسَأةٌ في الأثَر> هي مَفْعَلة منه‏:‏ أي مَظِنَّةٌ له وموضعٌ‏.‏

ومنه حديث ابن عوف <وكان قد أُنْسِىء له في العُمُر>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث علي <مَن سَرَّهُ النَّساءُ ولا نَساءَ> أي تأخيرُ العُمر والبَقاء‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لا تَسْتَنْسِئُوا الشيطانَ> أي إذا أردتم عملا صالحا فلا تُؤَخِّروه إلى غدٍ، ولا تَسْتَمهِلوا الشيطان‏.‏ يريد أنّ ذلك مُهْلةٌ مُسَوِّلة من الشيطان‏.‏

وفيه <إنما الرِّبا في النَّسِيئة> هي البيع إلى أجَلٍ معلوم‏.‏ يريد أنّ بيع الرِّبَوِيَّات بالتأخير من غير تَقابُض هو الرِّبا، وإن كان بغير زيادة‏.‏

وهذا مذهب ابن عباس رضي اللَّه عنهما، كان يَرَى بيع الرِّبَوِيَّات مُتَفاضِلةً مع التَّقابُض جائزا، وأنّ الرِّبا مخصوصٌ بالنَّسِيئة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <ارْمُوا فإن الرّميَ جَلادة (في الهروي: <عُدَّة>‏)‏، وإذا رمَيْتم فانْتَسُوا عن البيوت> أي تأخَّرُوا‏.‏ هكذا يُرْوَى بلا همز‏.‏ والصواب <انْتَسِئوا> بالهمز‏.‏ ويُروى <بَنَّسُوا> أي تأخَّروا‏.‏ يقال‏:‏ بَنَّسْتُ، إذا تأخَّرتَ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عباس <كانت النُّسْأة في كِنْدَة> النُّسْأةُ بالضم وسكون السين‏:‏ النَّسيء، الذي ذَكره اللَّه تعالى في كتابه، من تأخير الشهور بعضها إلى بعض‏.‏ والنَّسِيء‏:‏ فَعيل بمعنى مفعول‏.‏

وفيه <كانت زينبُ بنتُ رسول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم تحت أبي العاص بن الرَّبيع، فلما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أرْسَلَها إلى أبيها وهي نَسُوءٌ> أي مَظْنُون بها الحَمْل‏.‏ يقال‏:‏ امرأةٌ نَسْءٌ، ونَسُوءٌ ونِسْوةٌ نِساءٌ، إذا تأخّر حَيْضُها ورُجِيَ حَبَلُها، فهو من التأخير‏.‏

وقيل‏:‏ هو بمعنى الزيادة، مِن نَسَأتُ اللبَن، إذا جَعلتَ فيه الماء تُكَثِّرُه به، والحَمْل زيادة‏.‏

قال الزمخشري‏:‏ <النَّسُوء على فَعُول، والنَّسْء على فَعْل ورُوي <نُسُوء> بضم النون، فالنَّسُوء ‏(‏الذي في الفائق 3/82‏:‏ <وقد روى قُطْرُب: النُّسء بالضم: المرأة المظنون بها الحمل، لتأخر حيضها عن وقته>‏.‏كالحَلْوُب، والنُّسُوء ‏(‏الذي في الفائق‏:‏ <والنّسء بالضم والفتح: تسمية بالمصدر>‏.‏ تسمية بالمصدر>‏.‏

ومنه الحديث <أنه دَخل على أمِّ عامر بن رَبِيعة وهي نَسُوء، وفي رواية <نَسْء>، فقال لها‏:‏ أَبْشِري بعبد اللَّه خَلَفَاً من عبد ‏(‏في الأصل‏:‏ <عند> والمثبت من ا، واللسان‏.‏‏)‏ اللَّه فولَدت غلاما، فسَمَّتْه عبدَ اللَّه>‏.‏

‏{‏نسب‏}‏ *في حديث أبي بكر <وكان رجُلا نَسَّابة> النَّسَّابة‏:‏ البليغ العِلمِ ‏(‏في الأصل، واللسان‏:‏ <العالم> وما أثبتُّ من ا، والنسخة 517، والفائق 3/84‏.‏‏)‏ بالأنْساب‏.‏ والهاء فيه للمبالغةِ، مِثْلها في العَلامة‏.‏

‏{‏نسج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <بَعَث رسول الله صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بن حارِثة إلى جُذام، فأوّلُ مَن لَقيَهم رجُلٌ على فَرَسٍ أدْهَمَ، كان ذَكَرُه على مُنْسِج فرسِه> المَنْسِجُ‏:‏ ما بين مَغْرَزِ العنق إلى مُنْقَطَع الحارك في الصُّلْب‏.‏

وقيل‏:‏ المَنْسِج والحارِكُ والكاهِل‏:‏ ما شَخَصَ من فُروع الكَتِفَين إلى أصل العُنُق‏.‏

وقيل‏:‏ هو بكسر الميم للفرس بمنزلة الكاهل من الإنسان، والحارِكِ من البَعير‏.‏

ومنه الحديث <رجالٌ جاعِلو رِماحِهم على منَاسِج خُيولهم> هي جمع المَنْسِج‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <مَن يَدُلُّني على نَسِيجِ وحْدِه؟> يريد رجلا لا عَيْبَ فيه‏.‏

وأصلُه أنّ الثَّوبَ النَّفيس لا يُنْسَجُ على مِنْواله غيرُه، وهو فَعيل بمعنى مفعول‏.‏ ولا يقال إلا في المَدْح‏.‏

‏[‏ه‏]‏ ومنه حديث عائشة تصف عمر <كان واللَّهِ أحْوَذيّا نَسيجَ وحدِه>‏.‏

وفي حديث جابر <فقام في نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها> هي ضَرْب من المَلاحِف مَنْسُوجة، كأنها سُمّيت بالمصدر‏.‏ يقال‏:‏ نَسَجْت أنْسِجُ، أنْسُجُ ‏(‏بالضم والكسر، كما في القاموس‏.‏‏)‏ نَسْجاً ونِساجة‏.‏

وفي حديث تفسير النَّقير <هي النخلة تُنْسَج نَسْجا> هكذا جاء في مسلم والتِّرمذي ‏(‏هو في الترمذي بالجيم، كما ذكر المصنف، وأخرجه في ‏(‏باب ما جاء في كراهية أن يُنْبَذَ في الدُّبّاء والحَنْتم والنقير، من كتاب الأشربة‏)‏ 1/342‏.‏ لكن في مسلم بالحاء المهملة، وأخرجه في ‏(‏باب النهي عن الإنتباذ في المزفَّت‏.‏‏.‏‏.‏من كتاب الأشربة‏)‏ وقال الإمام النووي 13/165‏:‏ <...ووقع لبعض الرواة في بعض النسخ <تُنْسَج> بالجيم‏.‏ قال القاضي وغيره‏:‏ هو تصحيف‏.‏ وادعى بعض المتأخرين أنه وقع في نسخ صحيح مسلم وفي الترمذي بالجيم، وليس كما قال، بل معظم نسخ مسلم بالحاء>‏.‏‏)‏ وقال بعض المتأخرين‏:‏ هو وَهْمٌ، وإنما هو بالحاء المهملة‏.‏ قال‏:‏ ومعناه أن يُنَحَّى قِشْرُها عنها وتُمْلَس وتُحفْرَ‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ النَّسْج‏:‏ ما تَحاتَّ عن التَّمر من قِشْره وأقْماعِه، مّما يَبْقَى في أسفل الوعاء‏.‏

‏{‏نسخ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لم تكن نُبُوّةٌ إلا تَناسَخَت> أي تَحَوّلَت من حالٍ إلى حال‏.‏ يعني أمْرَ الأمّة، وتَغايُرَ أحوالِها‏.‏

‏{‏نسر‏}‏ * في شعر العباس يَمْدَح النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏

بل نُطْفةٌ تَرْكَبُ السَّفينَ وقد ** ألْجَمَ نَسْراً وأهْلَه الغَرَقُ

يريد الصَّنمَ الذي كان يَعْبُده قوم نوح عليه السلام‏.‏ وهو المذكور في قوله تعالى‏:‏ <ولا يَغُوثَ ويَعْوقَ ونَسْرا>‏.‏

وفي حديث علي <كلّما أظَلَّ عليكم مَنْسِرٌ من مَناسِر أهل الشام أغْلَق كلُّ رجُلٍ منكم بابَه> المَنْسِر، بفتح الميم وكسر السين وبعكسِهما‏:‏ القِطعة من الجَيش، تَمُرّ قدّامَ الجيش الكبير، والميم زائدة‏.‏

والمِنْسَر في غير هذا للجَوارح كالمِنْقارِ للطير‏.‏

‏{‏نسس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في صفِته صلى الله عليه وسلم <كان يَنُسُّ، يَنِسُّ (بالضم والكسر، كما في القاموس) أصحابه> أي يَسُوقُهم يُقَدِّمُهم ويَمْشِي خَلْفَهم‏.‏ والنَّسُّ‏:‏ السَّوق الرَّفيق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <كان يَنُسُّ الناسَ بعد العِشاء بالدِّرّة، ويقول: انْصَرِفوا إلى بيوتكم> ويروي بالشين‏.‏ وسيجيء‏.‏

وكانت العرب تسمِّي مكةَ الناسَّة؛ لأن مَن بَغَى فيها، أو ‏(‏في الأصل، وا‏:‏ <وأحدث> والمثبت من الهروي، واللسان‏.‏‏)‏ أحْدَث حَدثَا أُخرِج منها، فكأنها ساقَتْه ودَفَعَتْه عنها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحَجَّاج <من أهل الرَّسِّ والنَّسِّ> يقال‏:‏ نَسَّ فُلانٌ لفلانٍ، إذا تَخَيَّر له‏.‏ والنَّسِيسة‏:‏ السِّعاية‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <قال له رجل: شَنْقتُها بِجَبُوبة حتى سَكَن نَسِيسُها> أي ماتت‏.‏ والنَّسيسُ‏:‏ بقية النَّفْس‏.‏

‏{‏نسطاس‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث قُسٍّ <كحَذْوِ النِّسْطاسِ> قيل‏:‏ إنه ريشُ السَّهْم، ولا تعْرَفُ حقيقتُه‏.‏

وفي رواية <كحَدِّ النِّسْطاس>‏.‏

‏{‏نسع‏}‏ *فيه <يَجُرّ نِسْعةً في عُنُقِه> النِّسْعة بالكسر‏:‏ سَيْرٌ مَضْفور، يُجعل زماما للبعير وغيره‏.‏ وقد تُنْسَجُ عَريضة، تُجْعل على صَدر البعير‏.‏

والجمع‏:‏ نُسْع، ونِسَع، وأنْساع ‏(‏ونُسُوع، أيضا‏.‏ كما في القاموس‏)‏ وقد تكررت في الحديث‏.‏

ونِسْعٌ‏:‏ موضع بالمدينة، وهو الذي حماه النبي صلى اللَّه عليه وسلم والخُلفَاءُ، وهو صَدْرُ وادي العَقيق‏.‏

‏{‏نسق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر <ناسِقوا بين الحجِّ والعُمرة> أي تابِعوا‏.‏ يقال‏:‏ نَسَقْتُ بين الشيئين، وناسَقْت‏.‏

‏{‏نسك‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ قد تكرر ذِكْر <المَناسِك، والنُّسُك، والنَّسِيكة> في الحديث، فالمَناسِكُ‏:‏ جمع مَنْسَكٍ ،مَنْسِكٍ، بفتح السن وكسرها، وهو المُتَعبَّد، ويَقَع على المصدر والزمان والمكان‏.‏ ثم سُمِّيَت أمورُ الحجِّ كلها مَناسِكَ‏.‏

والمَنْسِك‏:‏ المَذْبَحُ‏.‏ وقد نَسَك يَنْسُك نَسْكاً، إذا ذَبَحَ‏.‏ والنَّسيكة‏:‏ الذَّبيحة، وجَمْعُها‏:‏ نُسُك‏.‏

والنُّسْك والنُّسُك أيضا‏:‏ الطاعة والعبادة‏.‏ وكلُّ ما تُقُرِّبَ به إلى اللَّه تعالى‏.‏

والنُّسْك‏:‏ ما أمَرتْ به الشريعة، والورَع‏:‏ ما نَهَت عنه‏.‏

والناسِك العابِد‏.‏ وسُئل ثَعْلَبٌ عن الناسِك ما هو‏؟‏ فقال‏:‏ هو مأخوذٌ من النَّسِيكة، وهي سَبيِيكة الفِضّة المُصَفَّاة، كأنه صَفَّى نفسَه للَّه تعالى

وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه‏:‏

ويَأسُها يُعَدّ من أنْساكِها*

هكذا جاء في رواية‏.‏ أي مُتَعَبَّداتِها‏.‏

‏{‏نسل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنهم شَكَوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الضَّعْف، فقال: عليكم بالنَّسْل>‏.‏

وفي رواية <شَكَوا إليه الإعْيَاءْ، فقال: عليكم بالنَّسَلان> أي الإسراع في المشي‏.‏ وقد نَسَل يَنْسِل نَسْلاً ونَسَلانا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث لقمان <وإذا سَعى القومُ نَسَل> أي إذا عَدَوا لِغارةٍ أو مَخافةٍ أسْرَع هو‏.‏ والنَّسَلان‏:‏ دون السَّعْي‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث وفْد عبد القيس <إنما كانت عندنا خَصْبة، نَعْلِفُها الإبلَ فنَسَلْناها> أي اسْتَثْمَرْناها وأخَذْنا نَسْلَها، وهو على حذف الجارِّ‏.‏ أي نَسلْنَا بها أو منها، نحو أمَرْتُك الخيرَ‏:‏ أي بالخير‏.‏

وإن شُدِّد كان مِثْل وَلَّدناها‏.‏ يقال‏:‏ نَسَل الولَدُ يَنْسُل ويَنْسِلُ ونَسَلَت الناقةُ وأنْسَلَت نَسْلا كثيرا‏.‏

‏{‏نسم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <مَن أعْتقَ نَسَمَةً، أو فَكَّ رَقَبَة> النَّسَمة‏:‏ النَّفْس والروح‏.‏ أي مَن أعْتَق ذا رُوح‏.‏ وكلُّ دابّة فيها رُوح فهي نَسَمة، وإنما يريد الناسَ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ومنه حديث علي <والذي فَلَق الحَبَّةَ، وبَرأ النَّسَمة> أي خَلَق ذات

الرُّوح، وكثيرا ما كان يقولُها إذا اجْتَهد في يمينه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <تَنَكَّبوا الغُبار، فإنّ منه تكون النَّسَمة> هي ها هنا النَّفَس، بالتحريك، واحدُ الأنفاس‏.‏ أراد تَوَاتُرَ النَّفَس والرَّبْو والنَّهيج، فسُمِّيت العِلَّة نَسَمةً، لاسْتِراحة صاحبها إلى تَنَفُّسه، فإنّ صاحبَ الرَّبْوِ لا يَزالُ يَتَنَفَّس كثيرا‏.‏

ومنه الحديث <لَمَّا تَنَسَّموا رَوْح الحياة> أي وَجَدُوا نَسِيمَها‏.‏ والتَّنَسُّم‏:‏ طَلَب النَّسيم واسْتِنْشاقُه‏.‏ وقد نَسَمَت الرِّيحُ تَنْسِمُ نَسَماً ونَسِيما‏.‏

‏(‏ه‏)‏ والحديث الآخر <بُعِثْتُ في نَسَمِ الساعة> وهو من النَّسيم، أوّل هُبوب الرِيح الضعيفة‏:‏ أي بُعِثْتُ في أوّل أشراطِ الساعة وضَعْف مَجيئها‏.‏

وقيل‏:‏ هو جمع نَسَمة‏.‏ أي بُعِثْتُ في ذَوِي أرواحٍ خَلَقَهم اللَّه تعالى قبل اقتِراب الساعة، كأنه قال‏:‏ في آخر النَّشْءِ ‏(‏في الأصل، وا‏:‏ <النَّشْو> والمثبت من الهروي، واللسان‏.‏‏)‏ من بَني آدم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمرو بن العاص وخالد بن الوليد <اسْتَقام المَنْسِم، وإنّ الرجُلَ لَنَبِيٌ> معناه تَبَيَّن الطريق، يقال‏:‏ رأيتُ مَنْسِماً من الأمْر أعْرِف به وَجْهه‏:‏ أي أثَراً منه وعلامة‏.‏ والأصل فيه من المَنْسِم، وهو خُفُّ البعير يُسْتَبان به على الأرض أثَرُه إذا ضَلَّ‏.‏

ومنه حديث علي <وَطِئَتْهُم بالمَناسِم> جمع مَنْسِم‏:‏ أي بأخْفافِها‏.‏ وقد يُطْلَق على مفاصل الإنسان اتِّساعا‏.‏

ومنه الحديث <على كلِّ مَنْسمٍ من الإنسان صدقة> أي على كل مَفْصِل‏.‏

‏{‏نسنس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي هريرة <ذَهَب الناسُ وبَقِيَ النَّسْناسُ> قيل‏:‏ هم يأجوج ومأجوج‏.‏

وقيل‏:‏ خَلْقٌ على صورة الناس، أشْبَهُوهم في شيء، وخالَفُوهم في شيء، وليسوا من بني آدم وقيل‏:‏ هم من بني آدم‏.‏

ومنه الحديث <إنّ حَيَّاً من عادٍ عَصَوْا رسولَهم فمَسَخَهم اللَّهُ نِسْناسا، لكل رجُلٍ منهم يدٌ ورِجلٌ من شِقّ واحدٍ، يَنْقُزون كما يَنْقُز الطائر، ويَرْعَون كما تَرْعَى البهائم>‏.‏ ونُونُها مكسورة، وقد تُفْتَح‏.‏

‏{‏نسا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <لا يقولنّ أحدُكم: نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيتَ، بل هو نُسِّيَ> كَرِه نِسْبة النِسْيان إلى النْفس لِمَعْنَيين‏:‏ أحدهما أن اللَّه تعالى هو الذي أنْساه إياه؛ لأنه المُقَدِّر للأشياء كلِّها، والثاني أنّ أصل النسيان الترك، فكَره له أن يقول‏:‏ تركْتُ القرآن، أو قَصَدْت إلى نِسْيانه؛ ولأنّ ذلك لم يكن باختياره‏.‏ يقال‏:‏ نَسَّه اللَّه وأنْساه‏.‏

ولو روُي <نُسِيَ> بالتخفيف لكان معناه تُرِك من الخير وحُرِم‏.‏

ورواه أبو عبيد <بئسما لأحدِكم أن يقول: نَسِيت آية كَيْت وكَيت، ليس هو نَسِي ولكنه نُسِّيَ> وهذا اللفظ أبْيَنُ من الأوّل، واختار فيه أنه بمعنى الترك‏.‏

ومنه الحديث <إنما أُنَسَّى لأسُنّ>أي لأذْكُر لكم ما يَلْزم الناسِيَ، لشيْ من عبادتِه، وأفْعَل ذلك فتَقْتدوا بي‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <فَيُتْرَكون في المَنْسَى تحتَ قَدَم الرحمن> أي يُنْسَون في النار‏.‏

و<تحت القَدَم> استِعارةٌ، كأنه قال‏:‏ يُنْسِيهم اللَّه الخَلْقَ، لئلا يَشْفع فيهم أحد‏.‏ قال الشاعر‏:‏

أبْلَت مودّتَها الليالِي بعدَنا ** ومَشَى عليها الدهْرُ وهو مُقَيَّدُ

ومنه قوله صلى اللَّه عليه وسلم يومَ الفتح <كل مَأثُرة مِن مآثِرِ الجاهلية تحت قَدَمَيَّ إلى يوم القيامة>‏.‏

وفي حديث عائشة <وَدِدْتُ أنِّي كنتُ نِسْياً مَنْسِيّاً> أي شيئا حَقيرا مُطَّرَحاً لا يُلْتَفَتُ إليه‏.‏ يقال لخِرْقة الحائض‏:‏ نِسْيٌ وجمعه‏:‏ أنْساءٌ‏.‏ تقول العرب إذا ارْتَحلوا من المنزل‏:‏ انظُروا أنْساءَكم‏.‏ يريدون الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم بِبَالٍ أي اعْتَبروها؛ لئلا تَنْسَوها في المنزِل‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث سعد <رَمَيْتُ سُهَيْل بن عَمرو يومَ بَدْر فَقَطَعْتُ نَسَاه> النَّسَا، بوَزْن العصا‏:‏ عِرْق يَخْرج من الوَرِك فيَسْتَبْطِن الفَخذ‏.‏ والأفصح أن يقال له‏:‏ النَّسا، لا عِرق النَّسا‏.‏

 باب النون مع الشين

‏{‏نشأ‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <إذا نَشَأتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءَمَت فتِلك عينٌ غدَيْقَةٌ> يقال‏:‏ نَشَأ وأنْشَأ، إذا خَرج وابْتَدأ‏.‏ وأنْشَأ يَفْعَل كذا، ويقول كذا‏:‏ أي ابتدأ يَفْعل ويقول‏.‏ وأنْشَأ اللَّه الخَلْق‏:‏ أي ابتدأ خَلْقَهم‏.‏

ومنه الحديث <كان إذا رأى ناشِئا في أُفُق السماء> أي سَحاباً لم يتَكامَل اجتماعُه واصطِحابُه‏.‏ ومنه نَشَأ الصَّبيُّ يَنشَأ نَشْأً فهو ناشِىء، إذا كَبِرَ وشَبَّ ولم يَتكامَل‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <نَشَأٌ يَتَّخِذون القرآنَ مَزاميرَ> يُرْوى بفتح الشين،

جمع ناشىْ، كخادِم وخَدَم‏.‏ يريد جماعةً أحْداثا‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ والمحفوظ بسكون الشين، كأنه تَسمِيةٌ بالمصدر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <ضُمُّوا نَواشِيكم في ثَوْرة العِشاء> أي صِبيانَكم وأحْداثَكم، كذا رواه بعضُهم‏.‏ والمحفوظ <فَواشِيَكم> بالفاء‏.‏ وقد تقدّم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث خديجة <دخلتْ عليها مُسْتَنْشِئةٌ من مُوَلَّدات قريش> هي الكاهنةُ وتُرْوَى بالهمز، وغير الهمز‏.‏ يقال‏:‏ هو يَسْتنشِىء الأخبار‏:‏ أي يَبحثُ ‏(‏في الهروي‏:‏ <يَتَبحَّث> عنها وَيَتَطَلَّبُها‏.‏ والإسْتنشاء، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ‏.‏

قيل‏:‏ هو من الإنْشاء‏:‏ الإبتداء‏:‏ والكاهنة تَسْتحدِث الأمور، وتُجَدَّد الأخبار‏.‏ ويقال‏:‏ من أين نَشِيتَ ‏(‏الذي في الهروي‏:‏ <نَشِئْتَ>‏.‏ قال‏:‏

<ورُوِي غير مهموز أيضا>‏)‏ هذا الخَبَر‏؟‏ بالكسر، من غير همز‏:‏ أي من أين عَلِمْتَه‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ مُسْتَنْشِئةُ‏:‏ اسم عَلَم لتلك الكاهنة التي دخَلت عليها، ولا يُنَوَّن للتعريف والتأنيث‏.‏

‏{‏نشب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث العباس يومَ حُنَين <حتى تَناشَبوا حَوْلَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم> أي تَضامُّوا ونَشِبَ بعضُهم في بعض‏:‏ أي دَخَل وتَعَلَّق‏.‏ يقال‏:‏ نَشِب في الشيء، إذا وَقَع فيما لا مَخْلَصَ له منه‏.‏

ولم يَنْشَبْ أن فَعَل كذا‏:‏ أي لم يَلْبَث‏.‏ وحقيقتُه‏:‏ لم يتعلَّق بشيءٍ غيرِه، ولا اشْتَغَل بسواه‏.‏

ومنه حديث عائشة وزينب <لم أنْشَبْ أنْ أثْخَنْتُ عليها> وقد تكرر أيضا في الحديث‏.‏

ومنه حديث الأحْنَف <إن الناسَ نَشِبوا في قتل عثمان> أي عَلِقُوا‏.‏ يقال‏:‏ نَشِبَت الحَرْب بينهم نُشُوباً‏:‏ اشْتَبَكت‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أن رجلا قال لِشُرَيح: اشتريتُ سِمْسِما فَنَشَب فيه رجُل، يعني اشْتراه، فقال شُرَيح: هو للأوّل>‏.‏

‏{‏نشج‏}‏ *في حديث وفاة النبي صلى اللَّه عليه وسلم <فنَشَج الناسُ يَبْكُون> النَّشيجُ‏:‏ صوت معه تَوَجُّع وبُكاء، كما يُرَدِّدُ الصبيُّ بُكاءه في صدره‏.‏ وقد نَشَجَ يَنْشِجُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <أنه قرأ سورة يوسف في الصلاة، فبَكَى حتى سُمع نَشِيجُه. خَلْفَ الصُّفوف>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديثه الآخر <فنَشَجَ حتى اختَلَفَت أضلاعُه>‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث عائشة تَصِف أباها <شَجِيّ النَّشِيج> أرادت أنه كان يُحْزِنُ ‏(‏ضبط في الأصل، وا‏:‏ <يَحْزَن> وأثبتُّ ضبط الهروي، واللسان‏.‏‏)‏ من يَسْمَعُه يقرأ‏.‏

‏{‏نشح‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث أبي بكر <قال لعائشة رضي اللَّه عنهما: انظُري ما زاد من مالي فُردِّيه إلى الخليفة بعدي، فإني كنتُ نَشَحْتُها جُهْدِي> أي أقْللْتُ من الأخذ منها‏.‏ والنَّشْح‏:‏ الشُّرب القليل‏.‏ وانتَشَحَت الإبِلُ، إذا شَرِبَت ولم تَرْوَ‏.‏

‏{‏نشد‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ فيه <ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلا لمُنْشِد> يقال‏:‏ نَشَدتُ الضالَّةَ فأنا نَاشِدٌ، إذا طَلَبْتَها، وأنْشَدتُها فأنا مُنِشِد، إذا عَرّفْتَها‏.‏

ومنه الحديث <قال لرجل يَنْشُد ضالَّةً في المسجد: أيها الناشِدُ، غيرُك الواجدُ> قال ذلك تأديبا له، حيث طَلَب ضالَّتَه في المسجد، وهو من النشِيد‏:‏ رَفْع الصوت‏.‏ وقد تكرّر في الحديث‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <نَشَدتُك اللَّهَ والرَّحِمَ> أي سألتُك باللَّه، وبالرَّحِم‏.‏ يقال‏:‏ نَشَدتُك اللَّهَ، وأنْشُدُك اللَّهَ، وباللَّه، وناشَدتُك اللَّهَ وباللَّهِ‏:‏أي سألتُك وأقسْمتُ عليك‏.‏ ونَشَدتُه نِشْدةً ونِشْداناً ومُناشَدةً‏.‏ وتَعْديتُه إلى مفعولَيْن، إمّا لأنه بمنزلة‏:‏ دَعَوتُ، حيث قالوا‏:‏ نَشَدتُك اللَّه وباللَّه، كما قالوا‏:‏ دَعَوتُ زيداً وبزيد، أو لأنهم ضَمَّنُوه معنى‏:‏ ذَكَّرْتُ‏.‏ فأمّا أنشَدتُك باللَّه، فخطأ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث قَيْلَة <فَنَشَدتُ عليه فسألتُه (قال الهروي: <تعني عمرو بن حُرَيث>‏)‏ الصُّحْبة> أي طَلَبْتُ منه‏.‏

وفي حديث أبي سعيد <إن الأعضاءَ كُلَّها تُكَفِّر اللسان، تقول: نِشْدَك اللَّه فِينا> النِشْدة‏:‏ مصدر كما ذَكرنا، وأمّا نشْدَك فقيل‏:‏ إنه حَذَف منها التاء، وأقامها مُقام الفعل‏.‏

وقيل‏:‏ هو بناءٌ مُرْتَجَلٌ، كقِعْدَك اللَّهَ، وعَمْرَك اللَّهَ‏.‏

قال سيبويه‏:‏ قولهم‏:‏ عَمْرَك اللَّهَ، وقِعْدَك اللَّهَ بمنزلة نِشْدَك اللَّهَ‏.‏ وإن لم يُتَكلَّم بِنشْدك اللَّهَ، ولكن زَعَم الخليل أن هذا تمثيل تَمثَّل به، ولعل الراوي قد حَرَّفه عن نَنْشُدك اللَّهَ، أو أراد سيبويه والخليل قِلَّة مجيئه في الكلام لا عَدَمَه، أو لم يَبْلُغْهُما مجيئُه في الحديث، فحذِف الفعل الذي هو أنْشُدك، ووُضِع المصدر موضِعَه مضافا إلى الكاف الذي كان مفعولا أوّل‏.‏

ومنه حديث عثمان <فأنْشَد له رِجال> أي أجابوه‏.‏ يقال‏:‏ نشدتُه فأنْشَدني، وأنشَدني، وأنشَد لي‏:‏ أي سألْتُه فأجابني‏.‏

وهذه الألفُ تسمَّى ألِف الإزالة‏.‏ يقال‏:‏ قَسَط الرجل، إذا جارَ‏.‏ وأقْسَط، إذا عَدَل، كأنه أزال جَوْرَه، وهذا أزالَ نَشِيده‏.‏

وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث كثيرا؛ على اختلاف تَصَرُّفها‏.‏

‏{‏نشر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه سُئل عن النُّشْرِة فقال: هو من عمل الشيطان> النُّشْرة بالضم‏:‏ ضرْبٌ من الرُّقْية والعِلاج، يُعالَج به مَن كان يُظَنُّ أنّ به مَسَّاً من الجِنّ، سميت نُشْرةً لأنه يُنْشَر بها عنه ما خامَره من الداء‏:‏ أي يُكْشَف ويُزال‏.‏

وقال الحسن‏:‏ النُّشْرة من السِحر‏.‏ وقد نَشَّرْت عنه تنشيرا‏.‏

ومنه الحديث <فلعلَّ طَبّاً أصابَه، ثم نَشَّرَه بقل أعوذ بربِّ الناس> أي رَقَاه‏.‏

والحديث الآخر <هلا تَنَشَّرْت>

وفي حديث الدعاء <لك المَحْيا والمَماتُ وإليك النُّشور> يقال‏:‏ نَشَر المّيتُ يَنْشُر نُشورا،إذا عاش بعد الموت‏.‏ وأنْشَره اللَّه‏:‏ أي أحياه‏.‏

ومنه حديث ابن عمر <فَهلا إلى الشام أرضِ المَنْشَر> أي موضع النُّشور، وهي الأرض المُقَدَّسة من الشام، يَحْشُر اللَّهُ الموتى إليها يومَ القيامة، وهي أرض المَحْشَر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لا رَضاعَ إلا ما أنْشَر اللحم، وأنْبَتَ العظم> أي شَدّه وقوّاه، من الإنْشار‏:‏ الإحْياء‏.‏ ويُرْوى بالزاي‏.‏

وفي حديث الوضوء <فإذا اسْتَنْشَرْتَ، واسْتَنْثَرْتَ خرجَتْ خطايا وجْهِك وفيك وخَياشِيمك مع الماء> قال الخطّابي‏:‏ المحفوظ <اسْتَنْشَيْتَ> بمعنى اسْتَنْشَقْتَ، فإن كان محفوظا فهو من انتِشار الماء وتَفَرّقِه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الحسن <أتَملكُ نَشَرَ الماء؟ > هو بالتحريك‏:‏ ما انْتَشر منه عند الوضوء وتَطايَر‏.‏ يقال‏:‏ جاء القوم نَشَرا‏:‏ أي منتشِرين متفرّقين‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عائشة <فرَدّ نَشَرَ الإسلام على غَرِّه> أي رَدَّ ما انْتَشر منه إلى حالته التي كانت على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، أرادت أمْرَ الرِدّة وكفايةَ أبيها إيَّاه، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول‏.‏

وفيه <أنه لم يَخْرُج في سفرٍ إلا قال حين يَنْهض من جلوسِه: اللهم بك اتَشَرْتُ> أي ابتدأتُ سَفَري‏.‏ وكلّ شيء أخَذْتَه غَضّاً فقد نَشَرْتَه وانتشرتَه، ومَرْجعُه إلى النَّشْر، ضدِّ الطيّ‏.‏ ويُروى بالباء الموحدة والسين المهملة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث معاذ <إن كلَّ نَشْرِ أرضٍ يُسْلِم عليها صاحبُها فإنه يُخْرِجُ عنها ما أُعطيَ نَشْرُها> نَشْر الأرض بالسكون‏:‏ ما خرج من نَباتها‏.‏ وقيل‏:‏ هو في الأصل الكَلأَ إذا يَبِس ثم أصابَهُ مَطَرٌ في آخر الصيف فاخضَرّ، وهو رَدِيءُ للراعية، فأطْلَقَه على كلِّ نباتٍ تجب فيه الزكاة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث معاوية <أنه خرج ونَشْرُه أمامَه> النَّشْر بالسكون‏:‏ الريح الطَّيّبة‏.‏ أراد سُطُوعَ ريح المِسْك منه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إذا دَخل أحدُكم الحمّامَ فعليه بالنَّشير ولا يَخْصِف> هو المِئْزَر، سُمِّي به؛ لأنه يُنْشَر ليُؤْتَزَرَ به‏.‏

‏{‏نشر‏}‏ *فيه <لا رَضاعَ إلا ما أنْشَز (روي بالراء، وسبق) العظمَ> أي رَفَعَه وأعْلاه، وأكبر حَجْمَه، وهو من النَّشَزِ‏:‏ المرتِفعِ من الأرض‏.‏ ونَشَز الرجلُ يَنْشِزُ، إذا كان قاعدا فقام‏.‏

ومنه الحديث <أنه كان إذا أوْفَى على نَشَزٍ كبَّر> أي ارتفع على رابِيةٍ في سفرِه‏.‏ وقد تُسَكَّن الشين‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <في خاتَم النُّبُوّة بَضْعةٌ ناشِزة> أي قِطعة لحم مُرْتفِعة عن الجسم‏.‏

ومنه الحديث <أتاه رجُلٌ ناشِزُ الجَبْهة> أي مرتفعُها‏.‏

وقد تكرر في الحديث ذكر <النُّشُوز بين الزَّوجَين> يقال‏:‏ نَشَزَت المرأةُ على زوجِها فهي ناشِزٌ وناشِزة‏:‏ إذا عَصَت عليه، وخَرَجَت عن طاعته‏.‏ ونَشَز عليها زوجُها، إذا جفاها وأضَرّ بها ‏(‏في القاموس‏:‏ <ضربها>‏)‏

والنُّشوز‏:‏ كراهة كلِّ واحدٍ منهما صاحبَه، وسوءُ عِشْرته له‏.‏

‏{‏نشش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه لم يُصْدِق امرأةً من نِسائه أكثر من ثِنْتَيْ عشْرة أوقِيَّة ونَشٍ> النَّشُّ‏:‏ نصف الأوقِيَّة، وهو عشرون دِرهما، والأوقية‏:‏ أربعون، فيكون الجميع خَمْسَمائة درهم‏.‏

وقيل ‏(‏القائل هو ابن الأعرابي، وما سبق من قول مجاهد، كما ذكر الهروي‏)‏ النَّشُّ يُطْلَق على النِّصف من كل شيء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث النَّبيذ <إذا نَشَّ (في الأصل: <إذا نش الشراب> وقد أسقطت <الشراب> حيث سقطت من ا، والهروي، واللسان، والفائق 3/93‏)‏ فلا تَشْرَبْ> أي إذا غَلا‏.‏ يقال‏:‏ نَشَّتِ الخَمْرُ تَنِشُّ نَشيشاً‏.‏

ومنه حديث الزُّهرِي <أنه كَرِه للمُتَوَفَّى عنها زوجُها الدُّهْنَ الذي يُنَشُّ بالرَّيحان> أي يُطَيَّب، بأن يُغْلَى في القِدْر مع الرَّيحان حتى يَنِشّ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الشافعيّ في صفة الأدْهانِ <مِثل الْبَان المَنْشُوشِ بالطِيب>

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عطاء <سُئل عن الفَأرة تَموت في السَّمْن الذائبِ أو الدُّهن، فقال: يُنَشُّ ويُدّهَنُ به، إن لم تَقْذَرْه نفسُك> أي يُخْلَطُ ويُدافُ‏.‏ والأصل الأوّل‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أنه كان يَنشّ الناسَ بعد العِشاء بالدِرَّة> أي يَسُوقهم إلى بُيوتِهم‏.‏ والنَّشّ‏:‏ السَّوْق الرفيقُ‏.‏

ويُرْوى بالسين ‏(‏في الهروي ‏:‏ <قال أبو عبيد: هو يَنُسّ، بالسْين، أو ينوش، أي يتناول بالدِرَّة>‏)‏، وهو السَّوق الشديد‏.‏ وقد تقدّم‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الأحنف <نَزَلْنا سَبْخَةً نَشَّاشة>يعني البَصْرة‏:‏ أي نَزَّازة تَنِزُّ بالماء، لأن السَّبَخَة يَنِزُّ ماؤها، فَيَنِشُّ ويَعود مِلْحاً‏.‏

وقيل‏:‏ النَّشَّاشة‏:‏ التي لا يَجِفُّ ترابُها، ولا يَنْبُتُ مَرْعاها‏.‏

‏{‏نشط‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث السِحر <فكأنما أُنْشِط من عِقال> أي حُلَّ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وكثيرا ما يَجيء في الرواية <كأنما نَشِطَ من عِقال> وليس بصحيح‏.‏ يقال‏:‏ نَشَطْتُ العقْدة، إذا عَقَدتَها، وأنْشَطتُها وانْتَشَطْتُها، إذا حَلَلْتَها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عوف بن مالك <رأيتُ كأن سَبَباً من السماء دُلِّيَ فانْتُشطَ النبيُّ صلى اللَّه عليه وسلم، ثم أُعِيد فانتُشِط أبو بكر> أي جُذِب إلى

السماء ورُفع إليها‏.‏ يقال‏:‏ نَشَطتُ الَّدلْوَ من البئر أنْشُطُها نَشْطاً، إذا جذَبْتَها ورَفَعْتَها إليك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أمّ سَلَمة <دَخل عليها عَمَّارٌ _ وكان أخاها من الرَّضاعة _ فنَشَط زينبَ مَن حِجْرها> ويروى <فانتشَط>

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبي المِنْهال، وذكَر حَيَّاتِ النار وعقاربَها، فقال‏:‏

لها نَشْطاً ولَسْباً> وفي رواية <أنْشأنَ به نَشْطا> أي لَسْعاً بسرعة واخْتِلاس‏.‏ يقال‏:‏ نَشَطَتْه الحيَّةُ نَشْطا، وانتشطَتْه‏.‏

وأنْشأْنَ‏:‏ بمعنى طَفِقْن وأخَذْن‏.‏

وفي حديث عُبادة <بايَعْتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على المَنْشَطِ والمَكْرَه> المَنْشَط‏:‏ مَفْعَل من النَّشاط، وهو الأمْر الذي تَنْشَط له وتَخِفُّ

إليه، وتُؤثِرُ فِعْلَه، وهو مصدر بمعنى النَّشاط‏.‏

‏{‏نشغ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لا تَعْجَلو بتَغْطِية وجْه الميت حتى يَنْشَغَ أو يتَنَشَّغ> النشْغ في الأصل‏:‏ الشَّهيق حتى يكاد يَبْلُغُ به الغَشْي‏.‏ وإنما يفعل الإنسانُ ذلك تَشَوّقاً إلى شيء فائت وأسفاً عليه‏.‏

وعن الأصمعي‏:‏ النَّشَغات عند الموت‏:‏ فُوَقاتٌ ‏(‏في الأصل، وا‏:‏ <فُوَقات> وفي الهروي‏:‏ <فَوْقات> وما أثبتُّ من اللسان‏.‏ قال صاحب المصباح‏:‏ <والفُوَاق بالضم: ما يأخذ الإنسانَ عند النَّزع>‏)‏ خَفِيَّاتٌ جدا، واحدتُها‏:‏ نَشْغة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <أنه ذكر النبي صلى اللَّه عليه وسلم فَنَشَغ نَشْغَةً> أي شَهِق وغُشِيَ عليه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أم إسماعيل <فإذا الصبيُّ يَنْشَغ للموت> وقيل‏:‏ معناه يمتصُّ بفيه، مِن نشغْتُ الصبيَّ دَوْاءً فانتَشَغَه‏.‏

ومنه حديث النَّجاشي <هل تَنَشَّغ فيكم الوَلَدُ؟> أي اتَّسَع وكَثُر‏.‏ هكذا جاء في رواية‏.‏ والمشهور بالفاء‏.‏ وقد تقدم‏.‏

‏{‏نشف‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث طَلْق <أنه عليه السلام قال لنا: اكْسِروا بيعَتَكم، وانْضَحوا مكانها، واتَّخِذوه مسجدا، قُلْنا: البَلَدُ بعيدٌ، والماء يَنْشَف> أصلُ النَّشْفِ‏:‏ دخول الماء في الأرض والثَّوب‏.‏ يقال‏:‏ نَشِفَت الأرضُ الماءَ تَنْشَفُه نَشْفا‏:‏ شرِبَتْه‏.‏ ونَشَفَ الثوبُ العَرَقَ وتَنَشَّفَه‏.‏ وأرضٌ نَشِفةٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <كان لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم نَشَّافةٌ يُنَشِّفُ بها غُسالة وجهه> يعني مِنديلا يَمسح بها وَضُوءه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث أبي أيّوب <فقُمت أنا وأمّ أيوب بقَطيفةٍ ما لنا غيرُها، نُنَشِّف بها الماء>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عَمّار <أتَى النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فرأى به صُفْرةً، فقال: اغسِلْها، فذَهبتُ فأخذْتُ نَشَفَةً لنا، فدَلَكْتُ بها على تلك الصُّفْرة حتى ذَهَبَت> النَّشَفة بالتحريك، وقد تُسَكَّن‏:‏ واحدة النَّشَف، وهي حِجارةٌ

سود، كأنها أُحْرِقَت بالنار، وإذا تُرِكت على رأس الماء طَفَت ولم تَغُصْ فيه، وهي التي يُحَكُّ بها الوَسَخ عن اليد والرجْل‏.‏

ومنه حديث حذيفة <أظَلَّتْكم الفتَنُ، تَرْمي بالنَّشَف، ثم التي تَليِها تَرْمي بالرَّضْف> يعني أن الأولى من الفِتن لا تؤثر في أديان الناس لِخِفَّتِها، والتي بعدها كهيئة حجارةٍ قد أُحْمِيَت بالنار، فكانت رَضْفاً، فهي أبلغُ في أديانِهم، وأثْلَمُ لأبدانِهم‏.‏

‏{‏نشق‏}‏ ‏(‏س‏[‏ه‏]‏‏)‏ فيه <أنه كان يَسْتنشِق في وضُوئه ثلاثا> أي يَبْلُغ الماءُ خَياشِيمَه وهو من استِنشاق الريح، إذا شَمَمْتَها مع قوّة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إن للِشيطان نَشُوقاً وَلَعُوقاً ودِساما> النَّشوق بالفتح‏:‏ اسمٌ لكلِّ دواءٍ يُصَبُّ في الأنف، وقد أنْشَقْتُه الدَّواءَ إنْشاقا‏.‏ يعني أن له وَساوِسَ مهما وَجَدتْ مَنْفَذاً دَخَلَت فيه‏.‏

‏{‏نشل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <ذُكِرَ له رجلٌ، فقيل: هو من أطولِ أهل المدينة صلاةً، فأتاه فأخَذ بعَضُدِه فنَشَله نَشَلاتٍ> أي جَذبه جَذَباتٍ، كما يَفْعل مَن يَنشِلُ اللحمَ من القِدْر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أنه مرّ على قِدْر فانْتَشَل منها عَظْما> أي أخَذَه قبل النُّضْج، وهو النَّشيل‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي بكر <قال لرجل في وُضوئه: عليك بالمَنْشَلة>

يعني موضَع الخاتَمِ من الخِنْصَر، سميت بذلك لأنه إذا أراد غَسْلَه نَشَل الخاتَمَ‏:‏ أي اقْتَلَعَه ثم غَسَلَه‏.‏

‏{‏نشم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في مَقْتَل عثمان <لَمَّا نَشَّم الناسُ في أمره> أي ‏(‏هذا شرح أبي عبيد، كما ذكر الهروي‏)‏ طَعَنُوا فيه ونالوا منه يقال ‏(‏قبل هذا في الهروي ، حكاية عن أبي عبيد‏:‏<وهو في ابتداء الشر>‏.‏‏)‏‏:‏ نَشَّمَ القومُ في الأمر تَنْشيما، إذا أخذوا في الشَّرّ، ونَشَّم في الشيء وتَنَشَّم‏:‏ إذا ابْتَدأ فيه، ونال منه‏.‏

‏{‏نشنش‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ في حديث عمر <قال لابن عباس في كلام: نِشْنِشَةٌ مِن أخْشَنَ> أي حَجَر من جبل‏.‏ ومعناه أنه شَبَّهَه بأبيه العباس، في

شَهامَتِه ورَأيه وجُرْأتِه على القول‏.‏

وقيل‏:‏ أراد أن كِلمَته منه حَجَر من جبل‏:‏ أي أن مِثْلَها يَجيء من مثلِه‏.‏

وقال الحَرْبي‏:‏ أراد شِنْشِنة‏:‏ أي غريزة وطبيعة‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ يقال‏:‏ شِنْشِنة ونِشْنِشَة‏.‏

وقد جاء في رواية أنه قال له‏:‏ <شِنْشِنةٌ أعْرِفُها مِن أَخْزَمَ> وقد تقدّمت‏.‏

‏{‏نشا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث شُرب الخمر <إنِ انْتَشَى لم تُقْبَل له صلاةٌ أربعين يوما> الانْتِشاء‏:‏ أوّلُ السُّكْر ومقدِّماته‏.‏ وقيل‏:‏ هو السُّكْر نفسُه‏.‏ ورَجلٌ نَشْوانُ، بيِّنُ النَّشْوة‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إذا اسْتَنْشَيْتَ واستَنثرْتَ> أي استَنْشَقْتَ بالماء في الوُضوء، من قولك نَشِيتُ الرائحَة، إذا شَمِمْتَها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث خديجة <دَخل عليها مُسْتَنْشِيةٌ مِن مُوَلَّداتِ قريش> أي كاهِنة‏:‏ وقد تقدّم في المهموز‏.‏

 باب النون مع الصاد

‏{‏نصب‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث زيد بن حارثة <قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُرْدِفي إلى نُصُب من الأنصاب، فذَبَحنْا له شاةً، وجعلناها في سُفْرتِنا، فَلَقِينا زَيد بن عَمْرو، فقدّمنا له السُّفرة، فقال: لا آكُلُ مما ذُبِحَ لغير اللَّه>‏.‏

وفي رواية <أن زيد بن عمرو مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فدعاه إلى الطعام، فقال زيْدٌ: إنا لا نأكُل مما ذُبِح على النُّصُب> النُّصُب، بضم الصاد وسكونها‏:‏ حَجَرٌ كانوا يَنصِبونه في الجاهلية، ويَتَّخِذونه صَنَماً فيعبدونه، والجمع‏:‏ أنصاب‏.‏

وقيل‏:‏ هو حجرٌ كانوا يَنْصِبونه، ويَذْبَحون عليه فيَحْمَرّ بالدم‏.‏

قال الحربي‏:‏ قوله <ذَبَحْنا له شاةً> له وجهان‏:‏ أحدهما أن يكون زيْدٌ فَعَله من غير أمرِ النبي صلى اللَّه عليه وسلم ولا رِضاه، إلا أنه كان معه فَنُسِب إليه، ولأنْ زَيْداً لم يكن معه من العِصمة ما كان مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم‏.‏

والثاني‏:‏ أن يكون ذَبَحَها لِزاده في خروجه، فاتَّفَق ذلك عند صَنَم، كانوا يَذْبَحون عنده، لا أنه ذَبَحَها للصَّنَم، هذا إذا جُعِل النُّصُبُ الصَّنَم‏.‏ فأمَّا إذا جُعِل الحَجَرَ الذي يُذْبَحُ عنده فلا كلامَ فيه، فَظَنَّ زيدُ بن عَمْرو أن ذلك اللحم ممّا كانت قريش تَذْبَحُه لإنصابها فامتَنع لذلك‏.‏ وكان زيد يُخالِفُ قريشا في كثير من أمورها‏.‏ ولم يكن الأمر كما ظَنَّ زيدٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث إسلام أبي ذر <فَخَرَرْتُ مَغْشِيَّاً عليّ ثم ارتَفَعْتُ كأني نُصُبٌ أحمرُ> يريد أنهم ضَربوه حتى أدْمَوْه، فصار كالنُّصُب المُحْمَرِّ بدَم الذَّبائح‏.‏

ومنه شِعْر الأعْشَى ‏(‏ديوانه ص 137‏:‏ والرواية فيه‏:‏

وذا النُّصُبَ المنصوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ** ولا تعبُدِ الأوثانَ واللَّهَ فاعبُدا‏)‏، يَمدح النبي صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏

وذا النُّصُبَ المنصوبَ لا تَعبُدَنَّه ** ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللَّهَ فاعبُدا

يُريدُ الصَّنم‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وذاتُ النُّصْب ‏(‏ضبط في الأصل، وا‏:‏ <النُّصُب> بضمتين‏.‏ وضبطته بالسكون من ياقوت 8/290‏)‏ موضع على أربعة بُرُدٍ من المدينة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الصلاة <لا يَنْصِبُ رأسَه ولا يُقْنِعُه> أي لا يَرْفَعَهُ‏.‏ كذا في سُنن أبي داود ‏(‏أخرجه أبو داود في ‏(‏باب افتتاح الصلاة، من كتاب الصلاة‏)‏ 1/73 ولفظه‏:‏ <فلا يصبّ رأسه ولا يقنع> ومن طريق آخَر‏:‏ <غير مقنع رأسه>‏)‏ والمشهور <لا يُصَبِّي ويُصَوِّب> وقد تقدّما‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عمر <مِن أقْذَر الذنوبِ رجلٌ ظَلَم امرأةً صَداقَها، قيل للّيث: أَنَصَبَ (في الأصل: <أنْصَبَ> وأثبتُّ ما في ا، واللسان‏)‏ ابن عُمر الحديث إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ وما عِلْمُه لَوْلا أنه سَمِعَه منه‏؟‏> أي أسْنَدَه إليه ورَفَعَه‏.‏ والنَّصْبُ‏:‏ إقامةُ الشيء رَفْعُه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <فاطمةُ بَضْعَةٌ مني يُنْصِبُني ما أنْصَبَها> أي يُتْعِبُني ما أتْعَبَها‏.‏ والنَّصَبُ‏:‏ التَّعَبُ‏.‏ وقد نَصِبَ يَنْصَبُ، ونَصَبَه غيرُه وأنْصَبَه‏.‏

ومنه حديث الدجّال <ما يُنْصِبُك منه> ورُوِي <ما يُضْنِيك منه> من الضَّنا‏:‏ الهُزال والضَّعْف وأثَر المرض‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفي حديث السائب بن يزيد <كان رَباحُ بن المُعْتَرِف (في الأصل، واللسان: <المغترف> بالغين المعجمة‏.‏ وأثبتُّه بالعين المهملة من‏:‏ ا، والإستيعاب ص 486‏.‏ وأسد الغابة 2/162، والإصابة 2/193‏.‏ وفي هوامش الإستيعاب‏:‏ <والمغترف، بالغين المعجمة. ذكره ابن دُرَيد. وقال: وقد روى قوم: المعترف، بالعين غير المعجمة> اه، وانظر الإشتقاق ص 103‏.‏‏)‏ يُحْسِنُ غِناء النَّصب> النَّصْبُ بالسكون‏:‏ ضَربٌ من أغانِي العرب شِبْه الحُداء‏.‏

وقيل‏:‏ هو الذي أُحكِمَ من النَّشِيد، وأُقِيمَ لَحْنُه ووزْنُه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث نائل مَولى عثمان <فقلنا لِرَباح بن المُعْتَرِف (في الأصل، واللسان: <المغترف> بالغين المعجمة‏.‏ وأثبتُّه بالعين المهملة من‏:‏ ا، والإستيعاب ص 486‏.‏ وأسد الغابة 2/162، والإصابة 2/193‏.‏ وفي هوامش الإستيعاب‏:‏ <والمغترف، بالغين المعجمة. ذكره ابن دُرَيد. وقال: وقد روى قوم: المعترف، بالعين غير المعجمة> اه، وانظر الإشتقاق ص 103‏.‏‏)‏‏:‏ لو نَصَبْتَ لنا نَصْبَ العرب> قال الأصمعي‏:‏

وفي الحديث <كلُّهم كان يَنْصِبُ> أي يُغَنّي النَّصْبَ‏.‏

‏{‏نصت‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث الجمعة <وأنْصَتَ ولم يَلْغُ> قد تكرر ذِكْر <الإنصات> في الحديث‏.‏ يقال‏:‏ أنْصَت يُنْصِتُ إنْصاتا، إذا سَكَت سُكوتَ مُسْتمِع‏.‏ وقد نَصَت أيضا، وأنْصَتُّه، إذا أسْكتَّه، فهو لازم ومتَعدٍّ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث طلحة <قال له رجل بالبَصْرة: أنْشُدُك اللَّهَ، لا تكن أوّلَ مَن غَدَرَ، فقال طلحةُ: أنْصِتوني أنْصِتُوني> قال الهَروي‏:‏ يقال‏:‏ أنْصَتُّه وأنْصَتُّ له، مثل نَصَحتُه ونَصَحتُ له‏.‏

قال الزمخشري <أنْصِتوني من الإنْصات (بعده في الفائق 3/91: <وهو السكوت للإستماع>‏)‏ وتَعَدِّيه بإلى فَحَذَفَه ‏(‏في الفائق‏:‏ <وحَذَفَه>‏)‏‏:‏أي استمِعوا إليّ‏.‏

‏{‏نصح‏}‏ * فيه <إنَّ الدِّين النصيحةُ للَّه ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامّتِهم> النصيحة‏:‏ كلمة يُعَبِّرُ بها عن جملة، هي إرادة الخير للمَنْصوح له، وليس يُمكنُ أن يُعَبَّر هذا المعنى بكلمة واحدة تَجْمَع معناه غيرها‏.‏

وأصل النُّصْح في اللغة‏:‏ الخُلوص‏.‏ يقال نَصَحَتُه، ونَصحتُ له‏.‏ ومعنى نصيحةِ اللَّه‏:‏ صِحَّةُ الإعتقاد في وَاحْدانِيتِّه، وإخلاصُ النِيَّة في عبادتِه‏.‏

والنصيحة لكتاب اللَّه‏:‏ هو التصديق به والعمَلُ بما فيه‏.‏

ونصيحة رسوله‏:‏ التصديق بنُبُوَّته ورسالتِه، والانْقياد لما أمَر به ونَهَى عنه‏.‏

ونصيحة الأئمة‏:‏ أن يُطِيعَهم في الحق، ولا يَرى الخروجَ عليهم إذا جارُوا‏.‏

ونَصيحة عامّة المسلمين‏:‏ إرشادُهم إلى مصالِحِهم‏.‏

وفي حديث أُبَيّ <سألتُ النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم عن التّوْبة النَّصوح، قال: هي الخالِصة التي لا يُعاوَدُ بَعدها الَّذنْبُ> وفَعول من أبْنية المبالغة، يَقَع على الذَكَر والأنثى، فكأنَّ الإنسان بالَغَ في نُصْح نفسِه بها‏.‏

وقد تكرر في الحديث ذكر <النُّصْح والنصيحة> ‏(‏زاد الهروي من أحاديث المادة، قال‏:‏ <وفي حديث عبد الرحمن بن عوف في الشُّورَى. قال: <وإن جُرْعةَ شَرُوبٍ أَنْصَحُ لكم من عَذْبٍ مُوبٍ> ثم حكى عن الأصمعي قال‏:‏ <إذا شَرِبَ دون الرِّيِّ، قال: نَضَحْتُ الرِّيَّ، بالضاد معجمة. فإن شرب حتى يَرْوَى قال: نصحتُ الرِّيَّ، بالصاد غير معجمة، نَصْحاً، ونَصَعْتُ، ونَقَعْتُ. وقد أنصعني، وأنقعني> اه وانظر ‏(‏وبأ فيما يأتي‏.‏‏)‏

‏{‏نصر‏}‏ * فيه <كلُّ مُسْلِم على مُسْلمٍ مُحرَّم (في الأصل، وا: <كلُّ مسلمٍ عن مسلمٍ مُحْرِم> وكذلك في الفائق 1/364‏.‏ وفي اللسان‏:‏ <كلُّ المسلم عن مسلمٍ مُحَرَّم>‏.‏ وما أثبت من مسند أحمد 5/4،5 من حديث بَهْز بن حكيم‏.‏ وسننِ النَّسائي ‏(‏باب من سأل بوجه اللَّه عزَّ وجل، من كتاب الزكاة‏)‏ 1/358‏.‏‏)‏‏:‏ أخَوانِ نَصيران> أي هما أخَوانِ يَتَناصَرانِ ويَتعاضَدانِ‏.‏

والنصير‏:‏ فَعيل بمعنى فاعِل أو مفعول، لأن كلَّ واحدٍ من المُتناصِريَن ناصِرٌ ومنصور‏.‏ وقد نَصَره يَنْصُرُه نَصْرا، إذا أعانَه على عدوّه وشَدّ منه‏.‏

ومنه حديث الضَّيف المحروم <فإنَّ نَصْرَه حقٌ على كل مسلم حتى يأخذَ بِقِرَى لَيْلتِه> قيل‏:‏ يُشْبه أن يكون هذا في المضطرّ الذي لا يَجِدُ ما يأكلُ، ويَخافُ على نفسِه التَّلَف، فله أن يأكل من مال أخيه المسلم بقَدر حاجتِه الضروريَّة، وعليه الضَّمان‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إن هذه السحابة تَنْصُر أرضَ بنِي كَعْب> أي تُمْطِرُهم‏.‏ يقال‏:‏ نُصِرَت الأرضُ فهي منصورة‏:‏ أي مَمْطورةٌ‏.‏ ونَصَر الغيثُ البَلَدَ، إذا أعانَه على الخِصْب والنَّبات‏.‏

وقيل‏:‏ هذا الخبرُ إنما جاء في قصَّة خُزاعة، وهم بَنُو كَعب حين قَتَلَتْهم قريش في الحرَم بعد الصلح، فَوَرَد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وارِدٌ منهم مستنصِرا، فقال‏:‏ <إن هذه السحابَة تَنْصُر أرضَ بني كعب> يعني بما فيها من الملائكة، فهو من النَّصْر والمَعُونة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <لا يَؤُمَّنَّكم أنْصَرُ> أي أقْلَفُ‏.‏ هكذا فُسِّر في الحديث‏.‏

‏{‏نصص‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه لمَّا دَفَع من عَرَفَة سار العَنَقَ، فإذا وَجَد فَجْوَةً نَصَّ> النَّصُّ ‏(‏هذا شرح أبي عبيد، كما ذكر الهروي‏.‏‏)‏‏:‏ التحريك حتى َيَسْتَخرِجَ أقْصَى سَير الناقة‏.‏ وأصلُ النَّصِّ‏:‏ أقْصَى الشيء وغايَتُه‏.‏ ثم سُمِّي

به ضَرْبٌ من السير سريعٌ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أم سَلَمة لعائشة <ما كنتِ قائلةً لو أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عارَضَك ببعض الفَلَوات ناصَّةً قَلوصاً من مَنْهَلٍ إلى مَنْهَلٍ> أي رافِعةً لها في السَّير‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي <إذا بَلَغ النِّساءُ نَصَّ الحِقاق فالعَصَبةُ أوْلَى> أي إذا بَلَغَت غايَة البلوغ من سِنِّها الذي يَصْلُح أن تُحاقِقَ وتُخاصِم عن نفسِها، فعصَبَتُها أولى بها من أمِّها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث كعب <يقول الجبَّار: احْذروني، فإني لا أُناصُّ عبداً إلا عَذَّبْتُه> أي لا أسْتَقْصِي عليه في السؤال والحِساب‏.‏ وهي مُفاعَلة منه‏.‏

وروى الخطَّابي عن ‏[‏عَوْن بن‏]‏ ‏(‏ساقط من ا، والنسخة 517‏)‏ عبد اللَّه مِثْلَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عَمْرو بن دِينار <ما رأيتُ رجلاً أنَصَّ للحديث من الزُّهرِي> أي أرفَعَ له وأسْندَ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عبد اللَّه بن زَمْعة <أنه تزوّج بنتَ السائب، فلما نُصَّت لِتُهْدَى إليه طَلقَّهَا> أي أُقْعِدَت على المِنَصَّة، وهي بالكسر‏:‏ سَرير العروس‏.‏

وقيل‏:‏ هي بفتح الميم‏:‏ الحَجَلَةُ عليها، من قولهم‏:‏ نَصَصْتُ المَتاع، إذا جعلْتَ بعضَه على بعض‏.‏ وكلُّ شيء أظهرْته فقد نَصَصْتَه‏.‏

ومنه حديث هِرَقْل <يَنُصُّهم> أي يَستخرج رأيَهم ويُظْهِرُه‏.‏

ومنه قول الفقهاء <نَصُّ القرآنِ، ونَصُّ السُّنَّة> أي ما دَلَّ ظاهرُ لفظِهما عليه من الأحكام‏.‏

‏{‏نصع‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <المدينة كالكِير، تَنْفِي خَبَثَها وتَنْصَع طِيبَها>

أي تُخْلِصُه‏.‏ وشيء ناصِعٌ‏:‏ خالصٌ‏.‏ وأنْصَعَ‏:‏ أظْهَرَ ما في نفسِه‏.‏ ونَصَع الشيءُ يَنْصَع، إذا وَضَح وبان‏.‏

ويُرْوى <يَنْصَع طِيبُها> أي يَظْهَرُ‏.‏

ويُرْوى بالباء والضاد المعجمة‏.‏ وقد تقدّم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الإفْك <وكان مُتَبَرَّزُ النساءِ بالمدينة قبل أن تُبْنَى الكُنُف في الدُّورِ المَناصِعَ> هي المَواضع التي يُتَخَلَّى فيها لِقضاء الحاجةِ، واحدُها‏:‏ مَنْصَع؛ لأنه يُبْرَزُ إليها ويُظْهر‏.‏

قال الأزهري‏:‏ أُراها مَواضِعَ مخصوصةً خارجَ المدينة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <إنَّ المَناصِعَ صَعيدٌ أفْيَحُ خارجَ المدينة>‏.‏

‏{‏نصف‏}‏ *فيه <الصَّبر نصْف الإيمان> أراد بالصبرِ الوَرَع، لأن العبادة قسمان‏:‏ نُسْكٌ ووَرَع، فالنُّسْك‏:‏ ما أمَرتْ به الشريعة‏.‏ والورَع‏:‏ ما نَهَت عنه‏.‏ وإنما يُنْتَهَى عنه بالصبر، فكانَ الصبرُ نصفَ الإيمان‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <لو أنَّ أحدَكم أنفق ما في الأرض ما بَلَغَ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيفَه> هو النِّصف، كالعَشِير في العُشْر‏.‏

ومنه حديث ابن الأكوع‏:‏

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ*

‏(‏ه‏)‏ وفي صفة الحُور <ولَنَصِيفُ إحداهنّ خيرٌ من الدنيا وما فيها> هو الخِمارُ‏.‏

وقيل‏:‏ المِعْجَرُ‏.‏

وفي حديث عمر مع زِنْباع بن رَوْح‏:‏

مَتَى ألْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ** لِيَ النِّصفُ منها يَقْرَعِ السِّنَّ مِن نَدَمْ

النِّصف، بالكسر‏:‏ الانْتِصاف‏.‏ وقد أنْصَفَه من خَصْمِه، يُنْصِفُه إنْصافا‏.‏

ومنه حديث علي <ولا جَعَلوا بيني وبينهم نِصْفا> أي إنْصافا‏.‏

وفي حديث ابن الصَّبغاء‏:‏

بين القِرانِ السَّوْءِ والنَّواصِفِ*

جَمْع ناصِفة وهي الصَّخْرة‏.‏ ويُرْوَى <التَّراصُف> وقد تقدّم‏.‏

وفي قصيد كعب‏:‏

شَدَّ النهارِ ذِراعا ‏(‏في الأصل، وا، واللسان‏:‏ <ذِراعَيْ> وهو خطأ‏.‏ انظر ص 258 من الجزء الثالث‏)‏ عَيْطَلٍ نَصَفٍ*

النَّصَف بالتحريك‏:‏ التي بين الشابَّة والكَهْلة‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <حتى إذا كان بالمَنْصَفِ> أي الموضع الوَسَط بين الموضِعين‏.‏

ومنه حديث التائب <حتى إذا أنْصَف الطريقَ أتاه الموتُ> أي بَلَغ

نِصفَه‏.‏ ويقال فيه‏:‏ نَصَفَه، أيضا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث داود عليه السلام <دَخل المِحرابَ وأقْعَد مِنْصَفاً، مَنْصَفاً على الباب> المِنْصَف بكسر الميم‏:‏ الخادِمُ‏.‏ وقت تُفْتَح‏.‏ يقال‏:‏ نَصَفْتُ الرَّجلَ، نِصَافةً، إذا خَدَمْتَه‏.‏

ومنه حديث ابن سَلام <فجاءنِي مِنَصْفٌ فَرَفَع ثيابي مِن خَلْفي>‏.‏

‏{‏نصل‏}‏ ‏[‏ه‏]‏ فيه <مَرَّت سحابةٌ فقال: تَنَصَّلَت هذه تَنْصُرُ بَني كعب> أي أقْبَلَت، من قولِهم‏:‏ نَصَل علينا، إذا خَرج مِن طريق، أو ظَهَر من حجاب‏.‏

ويُرْوى <تَنْصَلِتُ (في الأصل: <تَقْصَلِت> بالقاف خطأ، وانظر ‏(‏صلت>> أي تَقْصِد للمَطَر، وقد تقدّم‏.‏

وفيه <أنهم كانوا يُسَمُّون رَجَباً مُنْصِلَ الأسِنَّة> أي مُخْرِج الأسِنّة من أماكنِها‏.‏ كانوا إذا دخل رجَب نَزَعو أسنَّة الرماح ونِصَالَ السهام، إبْطالاً للقتال فيه، وقطعاً لأسباب الفِتَن لحُرْمَتِه، فلمَّا كان سببا لذلك سُمِّي به‏.‏

يقال‏:‏ نَصَّلْتُ السَّهم تنصيلاً، إذا جعَلْتَ له نَصْلا، وإذا نَزَعْتَ نَصْلَه، فهو من الأضداد‏.‏ وأنْصَلْتُه فانتَصَل، إذا نَزَعْتَ سَهْمَه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي موسى <وإن كان لِرُمْحِك سِنانٌ فأنْصِلْه> أي انْزَعْه‏.‏

ومنه حديث علي <ومَن رَمَى بكم فقد رَمَى بأفْوَقَ ناصِلٍ> أي بسَهمٍ مُنْكَسِر الفُوق لا نَصْلَ فيه‏.‏

يقال‏:‏ نَصَل السهْمُ، إذا خرج منه النَّصْل ونَصَل أيضا، إذا ثَبَت نَصْلُه في الشيء ولم يَخْرُج، فهو من الأضْداد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث أبي سفيان <فامَّرَط قُذَذُ السَّهْم وانْتَصَل>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه مَن تَنَصَّل إليه أخوه فلم يَقْبَل<أي انْتَفَى مِن ذَنْبِه واعتَذَر إليه.

[ه] وفي حديث الخُدْريّ <فقام النّحّام العَدَوِىّ يومئذ، وقد أقامَ على صُلْبه نَصِيلا> النَّصيل‏:‏ حَجَرٌ طويلٌ مُدَمْلَكٌ، قَدْر شِبْر أو ذِراع‏.‏ وجمْعُه‏:‏ نُصُلٌ ‏(‏في الأصل‏:‏ <نُصْل> بالسكون‏.‏ وضبطته بالضم من‏:‏ ا، واللسان‏.‏‏)‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث خَوّات <فأصاب ساقَه نَصِيلُ حَجَرٍ>

‏{‏نصنص‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي بكر <دُخِل عليه وهو يُنَصْنِصُ لِسانَه ويقول: إن هذا أوْرَدَني المَوارِد> أي يُحَرِّكُه‏.‏ يقال بالصاد والضاد معا‏.‏

ومنه قولهم <حيَّةٌ نَصْناصٌ ونَضْناض> يُكْثِرُ تَحريكَ لسانِه‏.‏ وقيل‏:‏ إذا كانت سريعةَ التَّلَوِّي لا تَثْبُتُ‏.‏

وفي حديث آخر <ما يُنَصْنِصُ بها لِسانَه> أي ما يُحَرِّكُه‏.‏

‏{‏نصا‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ في حديث عائشة <سُئِلَت عن المَّيت يُسَرَّحُ رأسُه، فقالت: عَلام تَنْصُون مَيِّتَكم؟> يقال‏:‏ نَصَوْتُ الرجلَ أنْصُوه نَصْواً، إذا مَدَدْتَ ناصِيتَه‏.‏ ونَصَت الماشِطةُ المرأةَ ونَصَّتْها فتَنَصَّت‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أن زَينبَ تَسَلَّبَت على حمزةَ ثَلاثَة أيامٍ، فأمَرها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنْ تَنَصَّى وتَكْتَحِل> أي تُسَرِّح شعرَها‏.‏ أراد تَتَنَصَّى، فَحذف التاء تخفيفا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عباس <قال للحُسَين لَمَّا أراد العِراقَ: لولا أني أكْرَه لَنَصَوْتُك>أي أخَذْتُ بناصيتِك، ولم أدَعْك تَخْرُج‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عائشة <لم تكن واحدةٌ من نساء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم تُناصِيني من غَير زينب> أي تُنازِعُني وتُبارِيني‏.‏ وهو أن يأخذَ كلُّ واحدٍ من المتنازِعَين بناصية الآخَر‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث مَقْتَل عُمر <فثار إليه فتَناصَيا> أي تَواخَذَا بالنَّواصي‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ذي المِشْعار <نَصِيَّة من هَمْدانَ، من كل حاضرٍ وبادٍ> النَّصيَّة‏:‏ مَن يُنْتَصَى من القوم، أي يُخْتارُ من نَواصيهم، وهم الرؤوس والأشْرافُ‏.‏ ويقال للرُّؤساء‏:‏ نَواصٍ، كما يقال للأتْباع‏:‏ أذْنابٌ‏.‏ وقد انْتَصَيْتُ من القوم رجلاً‏:‏ أي اخترتُه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديثٍ <رأيتُ قُبورَ الشهداء جُثاً قد نَبَت عليها النَّصِيُّ> هو نَبْتٌ سَبْطٌ أبيضُ ناعِمٌ، من أفضل المَرْعَى‏.‏

 باب النون مع الضاد

‏{‏نضب‏}‏ *فيه <ما نَضَب عنه البحرُ وهو حَيٌّ فمات فكلوه> يعني حيوانَ البحر‏:‏ أي نَزَح ماؤُه ونَشِفَ‏.‏ ونَضَب الماء، إذا غارَ ونَفِد‏.‏

ومنه حديث الأزرق بن قيس <كنا على شاطىء النَّهْر بالأهْواز وقد نَضَب عنه الماء> وقد يُسْتعار للمعاني‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث أبي بكر <نَضَب عُمْرُه وضَحا ظلُّه> أي نَفِدَ عُمْرُه وانْقَضَى‏.‏

‏{‏نضج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عمر <فتَرك صِبْيَةً صِغاراً ما يُنْضِجون كُراعا> أي ما يَطبُخُون كُراعا، لعَجْزِهم وصِغَرِهم‏.‏ يعني لا يَكْفُون أنفسَهم خِدمةَ ما يأكلونه، فكيف غيْرُه‏؟‏ وفي رواية <ما تَسْتَنضِج كُراعا> والكُراع‏:‏ يَدُ الشاة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث لقمان <قريبٌ من نَضيج، بَعيدٌ من نِيءٍ> النَّضيج‏:‏ المطبوخ، فَعيل بمعنى مفعول‏.‏ أراد ‏(‏هذا شرح القتيبي، كما ذكر الهروي‏)‏ أنه يأخذ ما طُبِخ لإلْفِه المنْزِلَ، وطول مُكْثِه في الحَيِّ، وأنه لا يأكل النِّيءَ كما يأكل منْ أعْجَله الأمْرُ عن انْضاج ما اتَّخَذ، وكما يأكل مَن غَزا واصْطاد‏.‏

‏{‏نضح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <ما يُسْقىَ من الزَّرْع نَضْحاً ففيهِ نِصفُ العُشْر> أي ما سُقِيَ بالدَّوالِي والاسْتقاء‏.‏ والنَّواضحُ‏:‏ الإبل التي يُسْتَقَى عليها، واحدُها‏:‏ ناضح ‏(‏هكذا في الأصل، وا، واللسان‏.‏ وفي الهروي‏:‏ <ناضحة> وجاء في اللسان‏:‏ <والناضح: البعير أو الثور أو الحمار الذي يُستقى عليه الماء والأنثى بالهاء، ناضحة وسانية>‏.‏‏)‏

ومنه الحديث <أتاه رجل فقال: إنّ ناضِح بَني فُلان قد أبَدَ عليهم> ويُجْمَع أيضا على نُضَّاح‏.‏

ومنه الحديث <اعْلفْه نُضَّاحَك> هكذا جاء في رواية‏.‏ وفسّره بعضهم بالرَّقيق، الذين يكونون في الإبل، فالغِلْمانُ نُضَّاحٌ، والإبل نَواضِحُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث معاوية <قال للأنصار، وقد قعدوا عن تَلَقِّيه لمَّا حجَّ: ما فعَلتْ نَواضِحُكم؟> كأنه يُقَرّعُهم بذلك، لأنهم كانوا أهلَ حَرْث وزرع وسَقْيٍ‏.‏

وقدد تكرّر ذكره في الحديث، مُفْرَدا ومجموعا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <من السُّنَن العَشْرِ الانْتِضاحُ بالماء> هو أن يأخُذ قليلا من الماء فيرُشَّ به مَذاكيرَه بعد الوضوء، لِيَنْفيَ عنه الوَسْواس، وقد نَضَح عليه الماءَ، ونَضَحه به، إذا رَشَّه عليه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عطاء <وسئل عن نَضَح الوضوء> هو بالتحريك‏:‏ ما يَتَرَشَّش منه عند التوضُّؤ، كالنَّشَر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث قَتادة <النَّضَحُ من النَّضْح> يريد من أصابه نَضْح من البول - وهو الشيء اليسير منه - فعليه أن يَنْضَحه بالماء، وليس عليه غَسْلُه‏.‏

قال الزمخشري‏:‏ هو أن يُصيبَه من البول رَشاشٌ كرؤوس الإبرِ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه قال للرُّماة يوم أحُدٍ: انْضَحُوا عنا الخيل لا نُؤتَى مِن خَلْفِنا> أي ارْمُوهم بالنُّشَّاب‏.‏ يقال‏:‏ نَضَحُوهم بالنَّبْل، إذا رمَوْهم‏.‏

وفي حديث هجاء المشركين <كما تَرْمُون نَضْح النَّبل>‏.‏

وفي حديث الإحرام <ثم أصْبَح مُحْرِما يَنْضَحُ طِيبا> أي يَفُوح‏.‏ والنَّضُوح بالفتح‏:‏ ضَرْب من الطِيب تفوح رائحتُه‏.‏ وأصل النَّضْح‏:‏ الرَّشْح، فشَبَّه كثرةَ ما يَفُوح من طيبه بالرَّشْح‏.‏ ورُوي بالخاء المعجمة‏.‏

وقيل‏:‏ هو كاللَّطْخ يَبْقَى له أثر‏.‏ قالوا‏:‏ وهو أكثر من النَّضْح، بالحاء المهملة‏.‏

وقيل‏:‏ هو بالخاء المعجمة فيما ثَخُن كالطِّيب، وبالمهملة فيما رَقّ كالماء وقيل‏:‏ هما سواء وقيل بالعكس‏.‏

ومنه حديث علي <وَجَد فاطمة وقد نَضَحَتِ البيتَ بنَضُوح> أي طَيَّبتْه وهي في الحج وقد تكرر ذكره في الحديث‏.‏

وقد يَرِدُ <النَّضْح> بمعنى الغَسْل والإزالة‏.‏

ومنه الحديث <ونَضَح الدَّمَ عن جبينه>‏.‏

وحديث الحيض <ثم لْتَنْضَحْه> أي تَغْسِله‏.‏

وفي حديث ماء الوضوء <فمِن نائِلٍ وناضِح> أي راشٍّ ممّا بيدِه على أخيه‏.‏

‏{‏نضخ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <يَنْضَخ البحرُ ساحلَه> النَّضْخ‏:‏ قريب من النَّضْح‏.‏ وقد اختُلِف فيهما أيُّهُما أكثر، والأكثر أنه بالمعجمة أقَلُّ من المهملة‏.‏

وقيل‏:‏ هو بالمعجمة‏:‏ الأثَرُ يبقَى في الثَّوب والجَسَد، وبالمهملة‏:‏ الفعْلُ نفسُه‏.‏

وقيل‏:‏ هو بالمعجمة ما فُعِل تَعَمُّداً، وبالمهملة من غير تعمُّد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث النَّخَعِيِّ <لم يكن يَرى بنَضْخ البول بأساً> يعني نَشَره وما تَرَشَّشَ منه ذكره الهروي بالخاء المعجمة‏.‏

وفي قصيد كعب‏:‏

من كلِّ نَضَّاخَةِ الذَّفْرَى إذا عَرِقَتْ*

يقال عينٌ نَضَّاخة‏:‏ أي كثيرة الماء فوّارة‏.‏ أراد أنّ ذِفْرَى الناقة كثيرة النَّضْخ بالعَرَق‏.‏

‏{‏نضد‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنّ جبريل عليه السلام احْتَبَس عنه لكلْب كان تحت نَضَدٍ له> هو بالتحريك‏:‏ السرير الذي تُنْضَد عليه الثياب‏:‏ أي يُجْعل بعضُها فوقَ بعض، وهو أيضا متاعُ البيت المنضودُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي بكر <لَتَتَّخِذُنّ نَضائدَ الدِّيباج> أي الوَسائد،

واحدتُها‏:‏ نَضيدة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وحديث مسروق <شجر الجنة نَضيدٌ من أصلِها إلى فَرْعها> أي ليس لها سوُقٌ بارِزة، ولكنها منضودة بالوَرَق والثمار، من أسفلِها إلى أعلاها‏.‏ وهو فعيل بمعنى مفعول ‏.‏

‏{‏نضر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <نَضَر اللّهُ امْرأً سَمِع مقَالَتي فوَعاها> ونَضَره ونَضَّره وأنْضَره‏:‏ أي نَعَّمَه‏.‏

ويروي بالتخفيف والتشديد من النَّضارة، وهي في الأصل حُسنُ الوجه، والبَريقُ، وإنما أراد حَسَّن خُلُقَه وقَدْرَه‏.‏

ومنه الحديث <قال: يا معشرَ مُحارِب، نَضَّركم اللَّه، ولا تَسْقوني حَلَبَ امرأة> كان حلَبُ النِّساء عدهم عَيباً، يتعايَرون به‏.‏

وفي حديث عاصم الأحول <رأيت قَدَح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عند أنسٍ، وهو قَدَحٌ عريض من نُضار> أي من خشبٍ نُضَار، وهو خشب معروف‏.‏ وقيل‏:‏ هو الأثْلُ الوَرْسِيُّ اللون‏.‏ وقيل‏:‏ النَّبْع‏.‏ وقيل‏:‏ الخِلاف ‏[‏الخلاف، وزِان كِتاب‏:‏ شجر الصَّفْصاف‏.‏ الواحدة‏:‏ خِلافة‏.‏ قاله في المصباح‏]‏ والنُّضار‏:‏ الخالص من كل شيء‏.‏ والنُّضار‏:‏ الذهب أيضا‏.‏

وقيل‏:‏ أقْدَاحُ النُّضار‏:‏ حُمْرٌ من خشبٍ أحمر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث النَّخَعيّ <لا بأس أن يَشْرَبَ في قَدَح النُّضار>‏.‏

‏{‏نضض‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر <كان يأخذ الزكاة من ناضِّ المال> هو ما كان ذهبا أو فِضة، عَينا ووَرِقا‏.‏ وقد نَضَّ المالُ يَنِضُّ، إذا تَحَوّل نَقْداً بعد أن كان متاعا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <خُذ صدقةَ ما قد نَضَّ من أموالهم> أي ما حَصَل وظَهر من أثْمان أمْتِعَتِهم وغيرها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عِكْرِمة في الشريكين إذا أرادا أن يَتَفَرّقا <يَقْسمان ما نَضَّ بينهما من العين، ولا يَقْسمان الدَّين> كَرِه أن يُقْسَم الدَّين، لأنه ربما استوفاه أحدُهما، ولم يَسْتَوفِه الآخر، فيكون رِباً، ولكن يَقْتَسمانه بعد القبض‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عِمران والمرأةِ صاحبة المزادة <قال: والمزادة تكادُ تَنِضُّ من المِلْء (هكذا في الأصل، وا. وفي اللسان: <من الماء> وهو في بعض نسخ النهاية، كما جاء بحواشي الأصل‏.‏>‏)‏ أي تَنْشَقُّ ويخرجُ منها الماء‏.‏ يقال‏:‏ نَضَّ الماء من العين، إذا نَبَع‏.‏

‏{‏نضل‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه مَرّ بقومٍ يَنْتَضِلون> أي يَرْتَمون بالسهام‏.‏ يقال‏:‏ انْتَضَل القومُ وتَناضَلوا‏:‏ أي رَمَوْا للسَّبْق‏.‏ وناضَلَه، إذا راماه‏.‏ وَفُلان يُناضِل عن فلان، إذا رامى عنه وحاجَجَ، وتكلّم بعُذْرِه، ودَفَع عنه‏.‏

ومنه الحديث <بُعْداً لَكُنَّ وسُحْقاً، فَعَنْكنّ كنت أناضِل> أي أجادِل

وأخاصِم وأدافِع‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه شِعر أبي طالب يمدح النبي صلى اللَّه عليه وسلم‏:‏

كذَبْتُم وبيتِ اللَّهِ يُبْزَى محمدٌ ** ولمَّا نُطاعِنْ دونَه ونُناضِلِ‏(‏في الأصل‏:‏ <ونناضلُ> هنا وفي مادة ‏(‏بزى‏)‏ وهو خطأ، صوابه بالكسر من ا، والديوان، نسخة الشنقيطي بدار الكتب المصرية‏.‏‏)‏

‏{‏نضنض‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي بكر <دُخِل عليه وهو يُنضْنِضُ لسانه> أي يُحَرِّكُه‏.‏ ويُرْوى بالصاد، وقد تقدّم‏.‏

‏{‏نضا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <إن المؤمن لَيُنْضِي شيطانَه كما يُنْضِي أحدُكم بعيرَه> أي يُهْزِله، ويَجْعله نِضْوا‏.‏ والنِضْو‏:‏ الدابة التي أهْزَلَتْها الأسفار، وأذْهَبَت لَحْمَها‏.‏*ومنه حديث علي <كلمات لو رَحَلْتُم فيهنَّ المَطِيَّ لأَنْضَيْتُموهنّ>‏.‏

وحديث ابن عبد العزيز <أنْضَيتم الظَّهر> أي أهْزَلْتُموه‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إن كان أحدُنا لَيأخُذُ نِضْوَ أخيه>‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث جابر <جَعَلتْ ناقتي تَنْضُو الرِقاق (هكذا في الأصل، وا. وفي اللسان: <الرفاق> بالفاء والقاف، وهو في بعض نسخ النهاية، كما جاء بحواشي الأصل>‏)‏ أي تَخْرُج من بينها‏.‏ يقال‏:‏ نَضَتْ تَنْضُو نُضُوّاً ونُضِيَّاً‏.‏

وفي حديث علي، وذكر عُمر فقال‏:‏ <تَنَكَّب قَوْسَه وانْتَضَى في يدِه أسْهُما> أي أخَذ واستَخْرجَها من كِنانَتِه‏.‏ يقال‏:‏ نَضَا السيفَ من غِمْده وانْتَضاه، إذا أخرجه‏.‏ ‏(‏س‏)‏ وفي حديث الخوارج <فَيَنْظر في نَضِيِّه> النَّضيُّ‏:‏ نَصْلُ السَّهم‏.‏ وقيل‏:‏ هو السهم قبل أن يُنْحَت إذا كان قِدْحا، وهو أوْلَى، لأنه قد جاء في الحديث ذِكرُ النَّصْل بعد النَّضِيّ‏.‏

وقيل‏:‏ هو من السهم ما بين الرِيش والنَّصْل‏.‏ قالوا‏:‏ سُمِّي نَضيَّاً؛ لكثرة البَرْيِ والنَّحْتِ، فكأنه جُعِل نِضْوا‏:‏ أي هَزيلا‏.‏

 باب النون مع الطاء

‏{‏نطح‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <فارِسُ نَطْحةً أو نَطْحتيْن (هكذا بالنصب في الأصل، وا، والدر النثير، والهروي. والذي في القاموس، واللسان، وبعض نسخ النهاية، كما جاء بحواشي الأصل: <نطحةٌ أو نطحتان>‏.‏‏)‏ ثم لا فارِسَ بعدها أبدا> معناه أنّ ‏(‏الذي في الهروي‏:‏ <قال أبو بكر: معناه: فارس تنطح مرَّةً أو مرَّتين فيبطل ملكها، ويزول أمرها. فحذف <تنطح> لبيان معناه قال الشاعر‏:‏

رأتْني بحَبْلَيْها فصدَّتْ مخافةً ** وفي الحبلِ رَوْعاءُ الفؤادِ فَروقُ

أي رأتني أقبلت بحبليها، فحذف الفعل>‏)‏ فارَسَ تُقاتِل المسلمين مرَّتين، ثم يَبْطُل مُلْكُها ويَزول، فحذِف الفعل لبَيان معناه‏.‏

ومنه الحديث <لا يَنْتَطِح فيها عَنْزان> أي لا يَلْتَقي فيها اثنان ضعيفان، لأن النِّطاح من شأن التُّيوس، والكِباش لا العُنوزِ‏.‏ وهو إشارة إلى قَضية مخصوصة لا يَجْري فيها خُلْف ونِزاعٌ‏.‏

‏{‏نطس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث عمر <لولا التَّنَطُّسُ ما بالَيْتُ ألا أغْسِلَ يَدي> التَّنَطُّس ‏(‏هذا شرح ابن عيينة، كما ذكر الهروي‏)‏‏:‏ التَّقَذُّر‏.‏ وقيل ‏(‏القائل هو الأصمعي، كما ذكر الهروي أيضا‏)‏‏:‏ هو المبالغة في الطّهور، والتَّأنُّق فيه‏.‏ وكُلُّ من تَأنَّق في الأمور ودَقَّق النَّظر فيها فهو نَطِسٌ ومُتَنَطِّس‏.‏

‏{‏نطع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <هَلَك المُتَنَطِّعون> هم المُتعَمِّقون المُغالون في الكلام، المتكلِّمون بأقْصَى حُلوقهم‏.‏ مأخوذ من النِّطَع، وهو الغارُ الأعْلى من الفَم، ثم استُعْمِل في كل تَعَمُّق، قولاً وفعلا‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عمر <لن تزالوا بخير ما عَجَّلْتم الفِطرَ ولم تَنَطَّعوا تَنَطُّعَ أهل العِراق> أي تتكلَّفوا القول والعمل‏.‏

وقيل‏:‏ أراد به ها هنا الإكثار من الأكل والشرب والتَّوسُّعَ فيه حتى يصِلَ إلى الغار الأعْلَى‏.‏ ويُسْتَحَبُّ للصائم أن يُعَجِّل الفِطْر بتَناول القليل من الفَطُور‏.‏

ومنه حديث ابن مسعود <إياكم والتَّنَطُّعَ والاختلاف، فإنما هو كقول أحدِكم: هَلُمَّ وتَعالَ> أراد النَّهي عن المُلاحاة في القراءات المختلِفة، وأنَّ مَرْجِعَها كلِّها إلى وجه واحد من الصواب، كما أنّ هَلُمَّ بمعنى تَعالَ‏.‏

‏{‏نطف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <لا يزال الإسلام يزيد وأهلُه، ويَنْقَص الشِرك وأهلُه، حتى يَسير الراكب بين النُّطْفَين لا يَخْشَى جَورا> أراد بالنطفتين بَحْر المشرق وبحر المغرب‏.‏ يقال للماء الكثير والقليل‏:‏ نُطْفة، وهو بالقليل أخَصُّ‏.‏

وقيل‏:‏ أراد ماء الفُرات وماء البحر الذي يَلِي جُدّة‏.‏ هكذا جاء في كتاب الهروي، والزمخشري‏:‏ لا يَخْشَى ‏(‏الذي في الفائق 3/103‏:‏ <لا يخشى إلاّ جَوْرا>‏.‏‏)‏ جَورا‏:‏ أي لا يخشى في طريقه أحداً يَجور عليه ويَظْلِمهُ‏.‏

والذي جاء في كتاب الأزهري <لا يَخْشَى إلا جَوْرا> أي لا يخاف في طريقه غيرَ الضَّلال،والجَوْرِ عن الطريق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <إنَّا نَقْطَع إليكم هذه النُّطفة> يعني ماء البحر‏.‏

ومنه حديث علي <ولْيُمْهِلْها عند النِطاف والأعْشاب> يعني الإبل والماشية‏.‏ النِّطاف‏:‏ جَمْع نُطْفة، يريد أنها إذا وَرَدَت على المِياه والعُشْب يَدَعُها لِتَرِد وتَرْعَى‏.‏

ومنه الحديث <قال لأصحابه: هل من وَضوء؟ فجاء رجل بنُطفةٍ في إداوة> أراد بها ها هنا الماء القليل‏.‏ وبه سُمِّي المَنِيُّ نُطْفةً لِقلَّته، وجَمْعُها‏:‏ نُطَفٌ‏.‏

ومنه الحديث <تَخَيَّروا لِنُطَفِكم> وفي رواية <لا تَجْعَلوا نُطَفَكم إلا في طهارة> هو حَثٌ على اسْتِخارة أمِّ الوَلَد، وأن تكون صالحة، وعن نكاحٍ صحيح أو مِلْك يمين‏.‏ وقد نَطَفَ الماءُ يَنْطُفُ ويَنْطِف، إذا قَطَر قليلا قليلا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أنّ رجُلا أتاه فقال: يا رسول اللَّه رأيت ظُلَّةً تَنْطُف سَمْناً وعَسَلا> أي تَقْطُر‏.‏

ومنه صفة المسيح عليه السلام <يَنْطُف رأسُه ماءً>‏.‏

ومنه حديث ابن عمر <دخلْتُ على حَفْصة ونَوْساتُها تَنْطُف>‏.‏

‏{‏نطق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث العباس يمدح النبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم‏.‏

حتى احْتوى بَيْتُكَ المهيمنُ من ** خِنْدِفَ عَلْيا تحتها النُّطُقُ

النُّطُق‏:‏ جمعِ نطاق، وهي أعراض من جبال، بعضُها فوق بعض‏:‏ أي نَواحٍ وأوْساط منها، شُبِّهت بالنُّطُق التي يُشَدُّ بها أوْساطُ الناس، ضَرَبَه مثلا له؛ في ارتفاعِه وتَوسُّطِه في عشيرته، وجعَلهم تحْتَه بمنزلة أوْساط الجبال‏.‏ وأرادَ ببَيْتِه شَرَفه، والمهيمن نَعْتُه‏:‏ أي حتى احْتوى شرفُك الشاهدُ على فضلِك أعْلَى مكانٍ من نَسَب خِنْدِفَ‏.‏

وفي حديث أم إسماعيل <أوّل ما اتَّخذ النساءُ المِنْطَق من قِبَل أمّ إسماعيل اتَّخَذت مِنْطَقاً> المِنْطَق‏:‏ النِطاق، وجمعُه‏:‏ مَناطِقُ، وهو أن تَلْبَسَ المرأةُ ثوبَها، ثم تَشُدّ وَسَطها بشيء وتَرْفَع وسَط ثوبها، وتُرْسِله على الأسفل عند مُعاناة الأشغال؛ لئلا تَعْثُرَ في ذَيْلها‏.‏ وبه سُمِّيَت أسماء بنت أبي بكر ذاتَ النِّطاقَين؛ لأنها كانت تُطارق نِطاقاً فوق نِطاق‏.‏

وقيل‏:‏ كان لها نِطاقان تَلْبَس أحدَهما، وتَحْمِل في الآخر الزادَ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأبي بكر، وهما في الغار‏.‏

وقيل‏:‏ شَقَّت نِطاقَها نصفين فاستَعملت أحدَهما، وجعلَتِ الآخر شِدادا لِزادِهما‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عائشة <فَعَمَدْن إلى حُجَزِ مَناطِقِهِنّ فَشَقَقْنَهَا واخْتَمَرْن بها>‏.‏

‏{‏نطل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث ظَبْيان <وسَقَوْهم بصَبِير النَّيْطَل> النَّيْطل‏:‏ الموت والهلاك، والياء زائدة‏.‏ والصَّبير‏:‏ السحاب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن المسّيب <كَرِه أن يُجْعَل نَطْلُ النبيذ في النَّبيذ ليَشْتَدَّ بالنَّطْل> هو أن يُؤخذ سُلاف النبيذ وما صَفا منه، فإذا لم يَبْق إلا العَكَر والدُّرْديّ صُبَّ عليه ماءٌ، وخُلط بالنَّبيذ الطريّ ليَشْتدّ ‏.‏ يقال‏:‏ ما في الدَّن نَطْلةُ ناطِل‏:‏ أي جُرْعة، وبه سُمِّي القَدَح الصغير الذي يَعْرِض فيه الخَّمار أنموذَجَه ناطِلا‏.‏

‏{‏نطنط‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كان يسأل عمّن تَخَلَّف من غِفار، فقال: ما فَعَل الحُمْر الطِّوال النَّطانِط> هي جمع نَطْناط، وهو الطويل المَديدُ القامة‏.‏

ويُرْوى <الثِّطاط> بالثاء المثلثة‏.‏ وقد تقدم‏.‏

‏{‏نطا‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث طَهْفة <في أرضٍ غائلةِ النِّطاء> النطاء‏:‏ البُعد‏.‏ وبَلَدٌ نَطِيٌّ‏:‏ أي بعيد‏.‏

ويُرْوى <المَنْطَى> وهو مَفْعَل منه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الدعاء <لا مانِعَ لِما أنْطَيْتَ، ولا مُنْطِيَ لما مَنَعْت> هو لغة أهل اليمن في أعْطَى‏.‏

ومنه الحديث <اليَدُ المُنْطِية خيرٌ من اليدِ السفلى>‏.‏

ومنه كتابه لوائل بن حُجْر <وأنْطُوا الثَّبَجَة>‏.‏

وقوله لرجُل آخر <أنْطِه كذا>

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث زيد بن ثابت <كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يُمْلِي كتابا، فدخل رجل، فقال له: انْطُ> أي اسْكُت، بلغة حِمْيَر‏.‏ وهو أيضا زَجْر للبعير إذا نَفَر‏.‏ يقال له‏:‏ انْطُ، فيَسْكن‏.‏

وفي حديث خيبر <غَدا إلى النَّطاة> هي عَلَم لخَيْبَر أو حِصْن بها، وهي من النَّطْو‏:‏ البُعْد‏.‏

وقد تكرّرت في الحديث‏.‏ وإدخال اللام عليها كإِدخالِها على حارِث وعباس‏.‏ كأنَّ النَّطاة وصْفٌ لها غَلَب عليها‏.‏